الأحد، 20 أكتوبر 2013

ما السر وراء قرار حكومي بإزالة عقار تراثي في الإسكندرية؟




 جريدة القاهرة 3-4-2012



في الوقت الذي تسعي فيه الجهات الرسمية في الدولة والمدافعين عن التراث المصري للحفاظ علي ما تبقي من كنوز معمارية وتراث عريق فوجئ الجميع باصدار رئيس مجلس الوزراء د. كمال الجنزوري قرار رقم 86 لسنة 2012 والذي نشر في العدد الرابع لشهر يناير من جريدة الوقائع المصرية ويقضي بإزالة احد اهم المباني المدرجة في قائمة التراث المعتمدة لمحافظة الاسكندرية وهو الفيلا ذات الطراز المعماري الفريد المنسوبة لرجل الاعمال شيكوريل اوسيكوريل الذي عاش في مصر في منتصف القرن الماضي والواقعة في 404 طريق الحرية ( شارع ابي قير ) - رشدي - الاسكندرية والمسجلة في قائمة حفظ التراث بالمحافظة تحت رقم 878 والصادر قرار وزاري بضمها إلي كشفوف الحصر من رئيس مجلس الوزراء رقم 278 لسنة 2008. كان القرار بمثابة مفاجأة لاعضاء الامانة الفنية للحفاظ علي التراث العمراني في بالاسكندرية ( لجنة التراث في الاسكندرية ) ، حيث اتخذ القرار دون رجوع إلي أي متخصص او الخبراء المعنيين بالامر والذي جاء رغم رفض لجنة التظلمات بوزارة الثقافة بشطب المبني من قوائم حفظ التراث. ويذكر محمد عادل احد اعضاء اللجنة أن هذه الخطوة جاءت لتتوج شهورا من المقاومة والمعاناة والاحباط التي قضوها في محاولة الحفاظ علي البقية المتبقية من تراث مدينة الاسكندرية الذي تعرض لهجمات شرسة وقوية اثناء الثورة وبعدها . وقد اتخذ اعضاء اللجنة من المعماريين قرارا بتجميد جميع اعمالهم في اللجنة اعتراضا علي هذا القرار وما وصل اليه حال التراث في مدينة الاسكندرية بشكل عام وقد يصل الامر بهم إلي تقديم الاستقالة . ويذكر ماجد راهب رئيس جمعية المحافظة علي التراث المصري أن المبني كان يشغله الحزب الوطني الحاكم وحين بدأت لجنة الحفاظ علي التراث عملها طالبتهم بإخلاء المبني ليتم ترميمه وأن وزير الثقافة السابق عماد أبوغازي اشار إلي وجود حكم قضائي يقضي بهدم العقار وفي تلك الحالة لا يكون امام رئيس الوزراء سوي محو المبني من قائمة التراث وتنفيذ الحكم الصادر من القضاء وأنه سوف يسعي جاهدا خلال الايام القادمة لجمع كل ما يتعلق بالمبني من ملفات لدي لجنة حفظ التراث ووزارتي الثقافة والاثار إن وجد لتقيم حجم المشكلة وحلها في اسرع وقت وإن وجدت حلول فسوف يقوم بعقد مؤتمر صحفي سريعا للاعلان عنها وسيري الوضع القانوني للعقار ومحاولة تقديم استكمال لدي القضاء إن امكن والطعن في الحكم . كما ذكر أنه يخاطب حاليا وزارتي الثقافة والاثار لتشكيل لجنة تحدد اهمية المبني وقيمته الفنية والمعمارية ومحاولة اقناعهم بدفع مبلغ التعويض الذي يطلبه المالك وان كانت قيمته مرتفعة من اجل ضم المبني إلي قائمة التراث والاثار والاستفادة من قيمته التاريخية والفنية في تحويله إلي متحف علي سبيل المثال ويذكر ايضا أن العقار كان ملكا لليهودي المصري الوطني شيكوريل الذي رفض بيع المبني لقيمته لكن بعد وفاته قام الورثة ببيع العقار وأن فيلا شيكوريل هي ليست اول المباني الاثرية والتراثية المهددة بالضياع فقد شهدت محافظات مصر هدم عدد كبير من هذه العقارات ووضع اساسات بناء علي البعض بدون ترخيص ومنها بعض العقارات في منطقة روكسي والمعادي في القاهرة ومنطقة كفر عبده في الاسكندرية علي سبيل المثال وأنه لا يعرف إن كانت الارض مسجلة لدي الاثار وإن تم عرض امرها علي اللجنة الدائمة للاثار ام لا من قبل. وبسؤال كل من د . محمد اسماعيل رئيس اللجنة الدائمة للاثار المصرية والاسلامية والاستاذ محسن سيد علي مدير الاثار الاسلامية وعضواللجنة ثبت أنه لا يوجد أي ملفات للمبني او استشكال يخص العقار إلي الآن لدي اللجنة الدائمة لوزارة الاثار. ويرجع تاريخ بناء العقار إلي عام 1930 تقريبا وقام بتصميمه المهندسون الفرنسيون ليون ازيما وجاك هاردي وجورج باركيتميز. وهويتبع طراز Art Deco الذي يرجع إلي الفترة من 1925 إلي النصف الأول من القرن العشرين ويتميز طراز المبني بالبساطة في التعبير والوضوح في التكوين المعماري والصراحة في استخدام المفردات المعمارية واستخدام الزخارف و الحليات الهندسية والنباتية الأنيقة المبسطة. وتم رفض التظلم الخاص بالمبني واوصت لجنة التظلمات بإزالة جميع التعديات علي واجهة المبني من اجهزة تكييف وخلافه.
محمود رزق

الدعوة تتصاعد بضم أرض مبني محافظة الإسكندرية للمتحف اليوناني الروماني



جريدة القاهرة 28-2-2012

بعد احتراق مبني محافظة الإسكندرية المجاور للمتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية بدأت فكرة ضم ارض المحافظة لتوسيع المتحف تتهادي امام بعض الاثريين وحاول الاثريون من اجل لفت الأنظار إنشاء الصفحات علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك التي تناشد وتدعم هذه الفكرة، فيقترح الاثريون بناء علي الاهمية العالمية التي تتمتع بها مدينة الإسكندرية وآثارها وعلي راسها المتحف اليوناني الروماني ضرورة إعادة تأهيل المتحف بشكل مناسب تتناسب مع اهميته وتوسيعه لعرض آلاف القطع الاثرية التي مازالت موجودة في المخازن ولم تعرض. وهذه لم تكن المرة الاولي للدعوة بضرورة توسيع المتحف بل كانت الأصوات تنادي بضرورة توسعته منذ أربع سنوات وبناء عليه وافقت الطائفة اليهودية بالإسكندرية علي ضم وبيع الأرض الخاصة بمدرسة القومية والملاصقة للمتحف للمجلس الأعلي للآثار من أجل زيادة مساحة المتحف أثناء عملية تطويره التي بدأت منذ أربع سنوات لكن سرعان ما توقف المشروع بسبب رفض عائلة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التنازل عن المدرسة ولعرض ما توصلت اليه هذه الفكرة كان لنا هذا التحقيق . ضم أرض لتوسيع المتحف وبدات فكرة ضم ارض المحافظة الي المتحف بناء علي مبادرة د. ميرفت سيف الدين مديرة المتحف السابقة ود.خالد عزب ومحمد السيد حمدي من مكتبة الإسكندرية حيث نظما عددا من الوقفات الاحتجاجية، ثم عددا من المبادرات الاخري كان اهمها مبادرة جمعية الآثار بالإسكندرية التي خاطبت رئيس الوزراء السابق د. عصام شـرف وامـين عـام المجـلس الاعـلي للاثـار د. مصطفي امين اشير فيها الي اهمية ارض المحافظة التي سوف تتيح توسيع المتحف بشكل كبير مما يتيح عرض كمية اكبر من الاثار واقامة المرافق السياحية التي تتلاءم مع مكانة المتحف وجمهوره وحديقة وقاعة مؤتمرات ومكتبة مما يزيد دخل المتحف ويتيح فرص عمل جديدة للشباب وتزدهر السياحة في الإسكندرية. كما تقدم العاملون بمتاحف الإسكندرية استغاثة ونداء الي المشير حسين طنطاوي ورئيس الوزراء د. كمال الجنزوري ووزير الاثار د. محمد ابراهيم لانقاذ المتحف وضم ارض المحافظة، كما تم التحرك من قبل متاحف الإسكندرية ومخاطبة مكتبة الإسكندرية ونقابة المرشدين السياحيين وجامعة الإسكندرية لدعم هذه الفكرة. يوضح عادل عبد الستار مدير عام قطاع المتاحف بوزاة الاثار فكرة توسيع المتحف فكرة رائعة وخصوصا بعد ان تخلصنا من مشكلة المياه الجوفية التي اصبحت لا تعيق إعادة بناء المتحف الآن لكن تكمن المشكلة الحقيقية في تمويل المتحف والـذي يسـعي د. محمد ابراهيم وزير الاثار جاهدا لحلها مع جهات عديدة، فنظرا لقلة الموارد المالية للوزارة حاليا يصبح من الصعب التفكير في أي مشاريع جديدة لكن نتمني تحسن الظروف قريبا ونبدأ في تنفيذه وصرح عبدالستار بان الوزارة تشكل وفدا لمقابلة محافظ الإسكندرية سريعا من أجل ضم أرض المحافظة إلي المتحف وتوسيعه واقناع المحافظة بالتنازل عن الارض لوزارة الاثار وبناء المحافظة في مكان آخر، وخصوصا بعد قرار محافظ الإسكندرية بتسليم أرض المحافظة لشركة المقاولين العرب للبدء في إنشاء مبني جديد لمحافظة الإسكندرية. تاريخ المتحف و يذكر د. عزت قادوس أستاذ الاثار اليونانية بكلية الآداب ـ جامعة الإسكندرية ان هذا المتحف من اقدم متاحف مصر بل اقدم من المتحف المصري نفسه الذي شيد عام 1902 وهو المتحف الوحيد المتخصص في العالم الذي يحوي اثاراً يونانية رومانية بعينها، وعلي الرغم من وجود متاحف اخري عالمية مثله لكنها لا ترقي لان تكون متخصصة كليا مثل هذا المتحف، ويقع المتحف في مكان متوسط جدا من مدينة الإسكندرية وفي الحي الملكي القديم الذي يمثل أكثر من ثلث المدينة وايضا فهو قريب جدا من مكتبة الإسكندرية القديمة، وتبلورت فكرة انشاء هذا المتحف عام 1891 للحفاظ علي الآثار المشتتة في صورة مجموعات لدي بعض الافراد مثل جون انطونيادس وغيره، وتكون المتحف في البداية من خمس حجرات في شارع رشيد حيث افتتح رسميا في 17 أكتوبر عام 1892 لكن ضيق المساحة أدي لعدم استيعاب الآثار وجعل بلدية الإسكندرية تقرر نقل المتحف الي مكانه الحالي في شارع المتحف اليوناني المتفرع من طريق الحرية، ووضع ديتريش وستون تصميم المتحف الحالي، وشرع الايطالي جيسيب بوتي في بناء المتحف التي وصلت عدد قاعاته في البداية الي 11 قاعة عام 1895 وتم الانتهاء من الواجهة عام 1900 ومع زيادة كميات الآثار تم توسيعه الي 27 قاعة. ويضيف د. عزت: وبدأ الاهتمام بهذا العصر بجدية بعد عام 1866، عندما اكمل محمود الفلكي حفائره في الإسكندرية، حيث قام بتسليط الضوء علي خريطة المدينة القديمة. وبدأ الاهتمام يزيد مع تكوين جمعية الاثار في الإسكندرية في عام 1893، وعندما اسندت ادارة المتحف الي جيسب بوتي وايفاريستو بريشيا واخيل ادرياني فيما بعد قاموا جميعا بتزويد المتحف بمجموعات مجلوبة من حفائرهم في ضواحي المدينة او خارجها مثل مصنوعات يدوية من حفائر الفيوم، يرجع تاريخ معظم المجموعات الموجودة في المتحف إلي الفترة من القرن الثالث ق.م الي القرن الثالث الميلادي، اي شاملة لعصري البطالمة والرومان. تم تصنيفها وتنظيمها في 27قاعة، بينما تظهر بعض القطع في الحديقة الصغيرة. ترميم منذ ست سنوات يذكر د. عزت قادوس انه تم اغلاق المتحف بالقرار رقم 2570 بتاريخ 13/ 9/ 2005 تمهيدا لترميمه وتطويره حيث ان المياه الجوفية اثرت علي الجزء السفلي وهناك بعض الشكاوي من امتداد تلك المياه الي الجزء العلوي، ذلك ان المتحف يتكون من طابقين: البدروم وطابق علوي علي السطح يرتفع نحو 10 امتار، وكانت الاثار مكدسة جدا نتيجة لاكتشافات عديدة في اماكن متعددة من الإسكندرية يتم نقلها الي هذا المتحف المتخصص، مما ادي الي عدم الاهتمام بهذه الاثار نتيجة لكثرتها وامكانية عرضها في الصالات، فقررت اللجنة الدائمة بالمجلس الاعلي للاثار السابق إعادة ترميم المتحف ثم بعد بدء العمل في الترميم اكتشف وجود اخطار جسيمة قد تؤدي الي تدمير المبني كاملا مما دفعهم الي غلق المتحف بالكامل واتخاذ قرار باعادة البناء. اعتبر البعض قرارالغلق بمثابة كارثة حقيقية وجريمة في حق هذا المتحف نظرا لان قرار غلق المتحف جاء سريعا دون مراعاة أن المتحف يضم اكثر من مائة الف قطعة اثرية اغلبها غير مسجل ومعرض للسرقة والضياع وتحتاج هذه القطع إلي تخزينها بشكل ملائم يحفظها من الرطوبة وتغيرات الحرارة خاصة أننا علمنا ان الإسكندرية يقل بها مخازن الآثار مما دفع المجلس الأعلي للآثار إلي أن يتخذ قراراً بنقل هذه المجموعات الاثرية إلي متاحف ومخازن متعددة منها مخازن الماريا والمتحف البحري وبعض القطع المترامية في حديقة متحف الإسكندرية القومي، كذلك قرار هدم مبني المتحف نفسه وهو يعد ضمن المباني الاثرية حيث اجتاز المائة عام وله تصميم معماري معاصر فريد حتي وان تقرر الاحتفاظ بالواجهة، واخيرا الفترة المقدرة لترميم المتحف كانت عامين ظلت تمتد يوما بعد يوم فكان من الأولي الاهتمام بترميم المتحف أو إعادة بنائه أولاً بدلاً من الدخول في مشروعات جديدة وإعطائه قدرا من الأهمية مثل ترميم هرم سقارة وإنشاء المتحف الكبير ومتحف الحضارة، ويذكر دكتور عزت قادوس أنه عندما شارك في وضع خطة تطوير المتحف وشكله الجديد تقرر التوسع افقيا وبناء ثلاثة طوابق علوية بحيث تتضاعف مساحة المتحف ثلاث مرات خاصة أنها الوسيلة الأنسب لقاعات العرض بالإسكندرية ذات المناخ المعتدل والمعتمد علي ضوء النهار وكذلك أن مبني المحافظة يجب أن ينقل إلي مكان علي حدود المدينة يستوعب الإدارات الكثيرة التابعة له ويستطيع استقبال جمهور مدينة الإسكندرية وأخيرا ناشد سيادته جميع الجهات المعنية المختصة وغير المختصة من أجل دعم فكرة ضم ارض المحافظة واغاثة المتحف اليوناني الروماني.

بقلم : محمود رزق

دراسة مقارنة حول المؤثرات المتبادلة بين مصر والعراق منذ عصور ماقبل الاسرات حتى مطلع الدولة القديمة من خلال الأدلة الآثرية



صلاية الملك نعرمر
مشاهد توحيد القطرين


المقدمة:-
ترجع علاقات مصر والعراق إلى عصور ما قبل التاريخ وبالطبع فان ما يميز أي علاقة بين بلدين
هو وجود التبادل التجاري وانتقال بعض العادات والتقاليد المشتركة بينهم وقد دفع ذلك بعض
المتعصبين لحضارة العراق آن يجعلوا منها آم الحضارات رغم سبق حضارة مصر وغيرها من
حضارات بلدان الشرق الأدنى القديم لحضارة العراق وقد اعتمدوا على بعض الآثار القليلة
لآثبات تأثر حضارة مصر بحضارة العراق ومن بعض تلك المؤثرات:-
وجود فن المشكوات بالعمارة المصرية وتأثره بفن الزقورات العراقية.
- تشابه مقصورة تل أوتير بجنوب بلاد ما بين النهرين مع رسوم هيراكونبوليس.
- احدي قطع التسلية التي ترجع إلى العصر الثينى.
- مسألة التضحية البشرية وانتقالها لمصر في العصر الثينى.
- أختام جرزة و الاوانى الفخارية ذات الصنابير المائلة والأذان المثلثة.
- الصلايات وما عليها من رسوم لحيوانات خرافية عراقية.
- سكين جبل العركى وما عليها من نقوش تدل على تأثر الفن المصري بالسومري.
- الأصل السومري للهيروغليفيات المصرية.
وسوف نتناول كل ذلك بوضوح مع القيام بتحليله وشرح جوانب الخطأ فيه من خلال الأدلة التاريخية والأثرية.
مضمون البحث:-
ترجع علاقات مصر مع العراق إلى عصور ما قبل الآسرات،فقد كان هناك تشابه كبير في فن كل من البلدين،تشابه في العمارة (المقابر) والأختام الأسطوانية وخاصة في تمثيل الحيوانات بأسلوب ضخم و أسطوري أحيانا وأكثر وضوحا بحيث نلمس أن بعض الأشخاص كان لهم نفس الزى و يسكنون نفس المساكن وبوجه عام كان هناك تطور متشابه و تعاصر في كلتا الحضارتين ،وبعد هذه الفترة يبدو آن الاتصال قد توقف قليلا لفترة ما انطوت مصر على نفسها ويبدو أنها اكتفت بالعلاقات التجارية (1) علي أنة من الجدير بالإشارة آلي آن هناك من هذه الفترة(جمدة نصر) مؤثرات حضارية من العراق القديم ،لم يكشف بعد عن مؤثرات مصرية في بلاد النهرين تنتمي إلى نفس الفترة و يعلل البعض ذلك بسبب صعوبة الملاحة من البحر الأحمر إلى البحر الأبيض بسبب التيارات البحرية الشديدة في منطقة باب المندب ،غير آن الصلات المصرية البشرية الحامية ،فضل عن الجوانب الحضارية مع شرق أفريقيا،و خاصة الصومال(2) في طلب البخور اللازم للطقوس الدينية المصرية،إنما تأكد قدم تلك الصلات التي استخدمت فيها الطرق البرية والبحرية(3) وتذكر نيقولا جر يمال (آن الانتقال من عصور ما قبل التاريخ الى العصور التاريخية جاء نتيجة تطور بطئ ،ولم يحدث- كما ساد الاعتقاد ردحا من الزمن- نتيجة طفرة حادة جلبت معها أساليب تكنولوجية جديدة -لاسيما في مجال التعدين وبني المجتمع.
ونذكر فيما يعنينا تنظيم المجتمع في حواضر زراعية ،و الطوب فالكتابة،وكلها عناصر تنسب أصولها إلى بلاد النهرين. لا لسبب آلا لأنها ظهرت هناك في نفس الفترة .في حين يبدو من الأسهل و البسط إرجاعها إلى أصل مشترك هو "نمط الإنتاج الآسيوي".(4)
و مع تسليمنا بان الحضارة ومظاهرها عرضة للنقل من مكان إلى آخر،ولا يعيب أي حضارة آن تتأثر بغيرها آو تأخذ وتعطى،فالمؤثرات الحضارية عادة تنتقل من مكان إلى آخر وهى ملك للإنسانية جمعاء،وفى الوقت التي وصلت فيه الحضارة السومرية غاية تقدمها في مختلف الميادين،فلا يمكن مقارنتها بحضارة مصر التي حققت الوحدة بين ربوعها في القرن الحادي والثلاثين(قبل الميلاد)وحققت تفرد معماري حوالي عام(2700ق.م)في عصر الأهرامات.
وتقدم في فن النحت والفلك وكافة العلوم،ولعل آلاف الآلاف من القطع الأثرية المختلفة والنصوص الأثرية لتقف شاهدا علي مدى ما بلغته الحضارة المصرية في جميع النواحي الحضارية.(5)
وسوف نقوم بعرض تلك المؤثرات وتحليلها مع عدم الإنكار أنها استوردت في البداية من الخارج لكنها تطورت داخل البيئة المصرية لتعبر عن أحوال مصر فان نظرنا إلى العمارة على سبيل المثال:-
يذكر سيتون لويد"آن أحد مظاهر التأثير هو تأثير معابد بلاد الرافدين المبنية من القراميد على التصميمات المعمارية لقبور عصر ما قبل السلالات الفرعونية في مصر".(6)
فعلى هذا" قد اتجه بعض الباحثين إلى القول بان فكرة الهرم المدرج مستوحاة من الفن العراقي القديم و المتمثل في شكل الزاقورات،ومازال هذا الرأي في حاجة إلى دراسة مستفيضة(7) ولمناقشة هذه النقاط فان التطور الإنساني وما صحبه من تعبير فني إنما هو نابع من البيئة المصرية،وحتى العلماء الأجانب الذين أافترضوا في البداية التأثير الوافد من الخارج، عدلوا عن أرائهم وتوصلوا في النهاية إلي الأصل المصري الصميم،ومن هؤلاء العلماء فلندرز بترى وغيره،وحتى في مسألة المشكاوات (8) ففي الوقت الذي بلغت المدن السومرية أوجهها في القرن (24ق.م)كانت مصر من الناحية التاريخية قد قطعت شوطا طويلا ووصلت إلى نهاية عصر الدولة القديمة،واستخدمت المشكاوات في كثير من نشاطها المعماري داخل المقابر الملكية والمعابد والأسوار، بينما اقتصرت في سومر فقط في المعابد. (9)
و يحدثنا دكتور عبد الحميد زايد عن أن العلاقة بين مصاطب نقادة المصنوعة من الطوب الني ومعابد بلاد ما بين النهرين المصنوعة من الطوب الني أيضا والتي تتكون من الدخلات والخارجات مثل التي وجدت في نقادة،علاقة وطيدة، وقد رجح فريق كبير من علماء الآثار قدم عمارة بلاد مابين النهرين عن مصاطب نقادة المصرية،ولكن من الجائزان هذا الطراز(الدخلات و الخارجات)عرف في مصر السفلى،والتي عظي طمي النيل الكثير من حضارتها،ونحن نعلم أن حضارة الدلتا سبقت حضارة الصعيد.
وإذا صح تصورنا هذا،فمن الجائز أن هذا الطراز نقل من مصر السفلي إلي مصر العليا،ويصبح طراز هذه المقابر التي كشفت عنها في نقادة الثانية مأخوذة من مصر،و يصبح هذا الطراز مصريا في الأساس،و إن هذا الطراز نشا في كل من بلاد ما بين النهرين و وادي النيل علي حده.(10)
فبينما كان فراعنة مصر يشرعون في بناء مقابرهم حين يرتقون العرش،ثم يأخذون في تكبيرها وتقويتها سنة بعد سنة لجعلها لائقة بمثواهم الأبدي،كان ملوك الأشوريين يشيدون على وجه السرعة قصورهم لتكون شاهدة على ما كانوا ينعمون به من المجد في حياتهم القصيرة على الأرض.
لذلك لم يكن لديهم متسعا من الوقت لكي يهتموا بحفر المغاور في بطون الجبال،وجلب الأحجار الضخمة بعد قطعها ونحتها في أقاصي البلاد كما كان يفعل المصريون،بل كان يملآ ون السهول بآلاف العبيد و أسرى الحرب يسخرونهم في ضرب الطوب الذي كان يصنعونه على عجل من معجون الرمل والطين ليشيدوا به أبنيتهم الفخمة المنظر،دون أن يحسبوا حسابا لخلودها(11)ولولا أن هذه الأبنية قد طمرتها رمال الصحراء فحفظتها من الدثور،لكانت أصبحت آثرا بعد عين منذ أقدم الأزمان. ولكن هذا هو مصيرها العاجل ألان بعد أن رفع عنها دثارها وتعرضت لتقلبات الطبيعة.(12)
أن المقصورة المزخرفة التي عثر عليها في تل أوتير بجنوب بلاد ما بين النهرين تتشابه تقريبا مع رسوم هيراكونبوليس بمصر العليا،وهما من أواخر الألف الرابعة قبل الميلاد(3200ق.م)علي وجه التقريب فعناصر الرسوم في كل من بلاد مابين النهرين و مصر واحدة تقريبا.
وهي تشابه أيضا ما وجد من رسوم بوسط الأناضول في كتاك هيوك بإقليم كونيا(13)ورغم اكتشاف العلماء مدينة نينوى و ما بها من قصور سرجون وسنحاريب و أشور بانيبال وغير ذلك،و مع أن ما اكتشفوه قد القي نورا أضاء تاريخ المدنيات البشرية،ولكن لا يصح أن نقدر خرائب نينوي وبابل كمثيلاتها في طيبة أو تدمر((palmyra.ومع ذلك نرى أن السائح يقف أمام تلك الأطلال ذاهلا لا مندهشا لما يشاهده فيها من دلائل العظمة وآيات الفن،فيذكر اسمي "نينوس"(ninus) و"سميراميس"(semiramis) وما كان لهم من المجد والعظمة علي ضفاف نهرى دجلة و الفرات،ولكنه مع كل ذلك لا يشاهد في ما بين النهرين ما يشاهده في وادي النيل من الأعمدة الشامخة والتماثيل التي لا تزال رغم تشويهها تلقي في النفس روعة ومهابة.وكذلك الأبراج ذات القواعد الوطيدة ، و تماثيل أبي الهول التي لم تستطع القرون أن تعبث بوجوهها الحجرية،وكل هذه تذكرة الإنسان بضالته وسرعة زواله.(14)
و أن ذهبنا للأدب "فان قصص الطوفان - رغم كثرتها وسعة انتشارها - فأنها تختلف فيما بينها اختلافا كثيرا،فضلا عن أن قسما منها أساطير،وضعت وضعا لتفسير بعض العوارض الأرضية كالمنخفضات الواسعة في البلاد التي وضعت في تلك الأساطير،هذا إلى جانب انه ليست هناك رواية واحدة أصلية عن الطوفان الكبير دونت في أفريقيا،فمثلا ليس هناك من اثر لهذه القصة في الأدب المصري القديم - و هو دونما ريب أهم الآداب الأفريقية أكثرها أصالة دون منازع - (15) بينما و جدت ثلاث قصص للطوفان بالعراق في سومر وبابل وأشور(16)ومن الوثائق التي يتم الاستشهاد بها مررا وتكررا للبرهنة علي تأثيرات بلاد النهرين احدي قطع العاب التسلية،التي ترجع إلي العصر الثيني وقد تم اكتشافها في أبو رواش.
وتمثل منزلا غطيت مبانيه بسقف له انحدار مزدوج،خصص لانسياب مياه الأمطار. ولكن هذا المثال لا يعتبر برهانا سديدا.فالي جانب انه من الممكن اعتباره مجرد قطعة مستوردة أو غريبة بقدر غرابة الختم الاسطواني. ألا انه لا ينبغي أن يغيب عن ذهننا أن مصر كانت عرضة هي الأخرى لهطول أمطار غزيرة.(17)
و أما بالنسبة لمسالة التضحية البشرية التي كان يلجا إليها حكام سومر بدفن أتباعهم معهم عند الوفاة،بينما في مصر لم نري أمثلة لها بعد نهاية الأسرة الأولى.(18)مع الوضع في الاعتبار الرأي القائل بان دفن الخدم والأتباع حول مقبرة صاحب المقبرة كان يتم قبل وفاته،وهناك رأى أخر بان هؤلاء الأتباع كان يتم دفنهم عند وفاتهم حول سيدهم بعد وفاته، كما كان الحال من دفن رجال الحاشية و زوجات الملك عند وفاتهم حول مقابر الملوك في الجيزة.(19)
و تحدثنا سابقا عن تميز حضارة جمدة نصر بازدياد مجالات الصلات الخارجية،و التي امتدت حتى مصر وبلاد السند، والتي بدأت مع مصر منذ عصر التأسيس وأثنائه،و قد أشار كثير من الباحثين إلي هذه الصلات،(20)اعتمادا علي مجموعة الاوانى الفخارية ذات الصنابير المائلة،فضلا عن ذات الأذان المثلثة في المستجدة و البدا ري،بمحافظة أسيوط، والتي تنتمي إلي حضارة جمدة نصر، هذا إلي جانب الأختام الاسطوانية الأربعة التي عثر عليها في ((جرزة))بمحافظة الجيزة،و في نجع الدير بمحافظة سوهاج،و التي تنتمي إلي حضارتي الوركاء و جمدة نصر في العراق القديم(21) و أن وجود تلك الأختام الاسطوانية (22)في مصر ترجع إلي عصر "جمدة نصر" في بلاد النهرين(منتصف الألف الرابعة) أن دل على شيء، كما يلاحظ جان فيركوتير(1987,101sq.)J.vecoutter فإنما يدل علي وجود علاقات تجارية تأكدت أيضا مع سوريا وفلسطين و مع ليبيا والجنوب ، ولا يمكن الاستناد إلى شهادات منفصلة للبرهنة على مثل هذا الغزو.
صحيح أن أسلوب زخرفة سكين جبل العركى و المحفوظ حاليا في متحف اللوفر،يشبه زخارف بلاد النهرين،و لكنه المثال الوحيد في سلسلة المصنوعات العاجية ذات التصاوير و الموثقة توثيقا جيدا(vandier:1952,533-560)وحتى وان لاحظنا ظهور نفس هذا الموضوع في"المقبرة ذات الزخارف" في مدينة هيراكونبوليس بأسلوب اقل نمطية(23) و بالنسبة لتلك الأختام فقد أثبتت موضوعاتها أنها نابعة من البيئة المصرية ، وإنها تطورت التطور الطبيعي،مع عدم الإنكار من وصول الأختام الاسطوانية،إلي مصر وغيرها من بلدان الشرق الأدنى القديم عن طريق التجارة(24)
إن لدينا هنا أصول اللوحات الرائعة المنحوتة،التي لم يبق منها سوى ثلاث عشرة،بما في ذلك بعض القطع المكسورة، و تشير الدقة التي تمت بها صياغتها الفنية، وكذا النقوش التي تملا ساحتها كلها،ثم حجم أكبرها،إلي أنها قطع نذريه لم تشكل بقصد استعمالها.
و قد جرى التفكير حين عثر علي أول نماذجها،انه ليست صناعة مصرية علي الاطلاق ،ولكن هذه الشكوك تلاشت بعد الكشف في عام 1897،عن قطعتين أخريين في معبد((نخن)) هيراقونبوليس = البصيلية (25) أحداهما لوحة نعرمر (26) المشهور وأصبح من الواضح ألان أن هذه اللوحات التذكارية ترجع إلى أخر عصور ما قبل الأسرات - أن لم ترجع في بعض الحالات إلي عصر ما قبيل الأسرات – و لعل أهم تجديد فيها هو نماذج الكتابة الهيروغليفية بها ، وهو شحيح ، وان كان غير قابل للشك.(27)
و إما ما ذكر حول الحيوانات الخرافية من تأثير، فيري دكتور حسن السعدي ان كم الحيوانات الخرافية المصورة علي أهم مصادر تلك الفترة ونعنى بها الصلايات والسكاكين و المخلفات العاجية، كانت لتثبت إن هناك مواجهات قتالية قد تمت في الصحراء أو أنها ذات دلالات رمزية تصب في قضية الوحدة مثل تمثيل المواجهات بين الحيوانات المقدسة في الإقليم والتي تتخذها شعارا لها.
أو أنها أيضا تمثل مواجهة بين الإنسان و الصعوبات الكونية المختلفة التي كان عليه أن يتغلب عليها لتحقيق الوحدة، مثل صلاية نعرمر و صلاية الصيد والعقبان والثيران وسكين جبل العركى.(28)
ويعد سكين جبل العركى من أشهر الأعمال الفنية التي ترجع إلى أواخر عصر ما قبل الأسرات (حضارة جرزة) و التي صنعت يدها من العاج،أما نصلها فقد صنع من حجر الصوان، وعلى احدي وجهي المقبض نرى في الطرف الأعلى منظر يمثل صراعا بين رجل و أسدين، وشكل الرجل غريب إذ يرتدي عمامة وثوب طويل ويكاد يجمع الباحثون أن هذا المنظر لذو تأثير أجنبي وخاصة من بلاد ما بين النهرين(العراق القديم)،والأقرب إلى الصواب هو افتراض ان الفنان المصري قد استوحاها من اثر عراقي وصل إليه عن طريق التجارة وقلدها على مقبض سكينة،إما الوجه الأخر للمقبض فقد حفرت عليه مناظر تمثل معركة مائية إذ نرى مجموعة من المراكب قد حفرت أسفل مجموعة من الرجال التي دارت بينهم الحرب.(29)
والموضوع الأخر هو الجدل حول مقولة أن الكتابة الهيروغليفية قد تأثرت بمعرفة المصريين القدماء لخبرات السومريين في هذا المجال ،لقد أصبح هذا الأمر مقبولا بصورة اكبر بسبب اكتشاف الكتابة التصويرية المشابه للكتابة في بلاد الرافدين في أماكن بعيدة كرومانيا من جهة وحدود بلوشستان من جهة أخرى.(30)
لكن اللغة المصرية القديمة اتسمت بالتميز اللغوي في احتفاظها بمبادئ النحو و الصرف اختلفت بها عن غيرها من لغات العالم القديم ، ورغم هذا التميز و لان مصر كانت حضاريا وجغرافيا عضوا في جسد الشرق الادني القديم وذات صلات متفاوته مع جزر البحر المتوسط وشمال افريقيا وبحكم الانفتاح الحضارى الناتج عن علاقات تجارية او عسكرية لمصر مع جيرانها – كان لابد من ان تدخل اللغة المصرية القديمة في دائرة التاثير المتبادل، ومن ثم فقد تضمنت قواعد ومفردات تشير الى قيام علاقات قوية مع جيران مصر من اصحاب المجموعة السامية في الشمال الشرقي و اصحاب المجموعة الحامية في الغرب وفي الجنوب والجنوب الغربي.(31)
وقد وضع ا.ودال جداول يوضح فيها الأصل السومري للهيروغليفيات المصرية.(32)وسوف يتم عرض الجداول في نهاية البحث، وعلي الرغم من قلة انتشار اللغة المصرية القديمة برسوماتها الحيوانية والنباتية، وأشكالها الزخرفية المعروفة في أقطار الشرق القديم كما انتشرت بعد الوحدات الزخرفية،فنجدها أن صح -رأينا- تطورت إلى اللغة الفينيقية، ثم إلى اللغات الأخرى بينما نجد المسمارية الأكادية واللغة الآرامية انتشرت كلتاهما عبر الشرق الأدنى في فترة من فترات التاريخ.
فقد غزت المسمارية الأكادية البلاط الفرعوني،كما وصلت الارمية إلى مصر ،وكشفت وثائق أرامية في أسوان(33)،وفي النهاية يمكننا ملاحظة أن الحضارة في مصر أو في العراق لم تتطور بمعزل عن الأخرى في الشرق الأدنى القديم، وإنما تم التطور في تعاصر و تعاقب حافظت كل حضارة خلال المراحل المختلفة علي هويتها وأصالتها بالنسبة للحضارات الأخرى القريبة منها.(34)
الخاتمة:-
يبدو واضحا ألان آن ما كان بين مصر والعراق هو مجرد علاقات ودية نتج عنها تبادل تجارى بين البلدين انتقلت معه تلك الأواني والسكاكين والأختام آما الباقي فهو نابع من البيئة المصرية لا محال وربما نفس الأمر بالنسبة للأختام وسكين العركى خاصة و انه كما ذكر آن مصر سبقت العراق بكثير في العمارة والفنون فقد وصلت مصر ذروة تقدمها في الوقت التي وصلت في العراق لوضع خطوتها الأولى في قيام دولة مكتملة بها وكانت هي دولة سومر.
ويظهر ذلك في الآثار التي تركها كل من البلدين سواء مصر آو العراق وتدل آثار مصر وخلودها على مدي تقدم المصريين في شتى المجالات الفلك والعمارة والحساب والمساحة والهندسة والطب والكيمياء وغير ذلك علي عكس العراق التي تميزت بالعمارة فقط وحتى مباني تلك العمارة سريعة الزوال فحينما نتحدث عن مصر يجب آن نذكر ما حسبوه ملوكها لتصبح حضارتهم خالدة تشهد بعظمتهم وحكمتهم البالغة مما جعلهم يسبقون شعوب وحضارات العالم القديم المعاصرة لهم.
تم بحمد الله
محمود محمد رزق

صلايه الاسود


سكين جبل العركى









هوامش البحث:-

1- رمضان عبده علي ،تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضارته: منذ فجر التاريخ حتى مجيء الأسكندر الأكبر،الجزء الأول،ص289-290،دار نهضة الشرق،القاهرة،2002.
2- كانت لمصر صلات عديدة مع بلدان العالم القديم ومنها بونت (الصومال) وقد سجلت تلك الصلات مع بلاد بونت علي جدران المعابد وبعض اللوحات التي تدل على استخدام المصريين السفن في ركوب البحر الأحمر ولمعرفة ذلك بوضوح أنظر:-
- حسن محمد محي الدين السعدي..محمد علي سعد الله،في تاريخ مصر في العصر الفرعوني: من الدولة الحديثة وحتى نهاية الأسرات ،ص54-55، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،2006.
- عبد المنعم عبد الحليم سيد،الكشف عن موقع ميناء الأسرة الثانية عشر الفرعونية في منطقة وادي جواسيس علي ساحل البحر الأحمر:تقرير عن حفائر بعثة قسم التاريخ بكلية الآداب في الصحراء الشرقية خلال موسمي عامي 1976 و 1977، دار المؤيد للطباعة، الإسكندرية 2006.
3- محمد بيومي مهران،تاريخ العراق القديم،ص48، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 1990.
4- نيقولا جريمال، تاريخ مصر القديمة، ص39، ترجمة: ماهر جويجاتى، مراجعة: د/زكية طبوزاده، دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع.
5- محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، دراسات في عصور ما قبل التاريخ، ص425-426، دالر المعرفة الجامعية، الإسكندرية 2005.
6- سيتون لويد، أثار بلاد الرافدين:من العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي، ص85، ترجمة: محمد طلب، مطبعة: الشام - فايز جوهر، دمشق 1992-1993.
7- محمود الجزار..عصام السعيد،المعالم الرئيسية للعمارة والفنون في مصر القديمة، ص188، دار المؤيد للطباعة، الإسكندرية 2006.
8- هي نظام الدخلات و الخرجات،والمعروف في الفن العراقي باسم الزقورات.
9- محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، المرجع السابق،2269-227.
10- عبد الحميد زايد، انتشار التراث المصري الفرعوني في العالم،ص4-5.
11- كان إيمان المصري القديم بالبعث والخلود علي عكس العراق وإلوهية الملك عند المصريين سببا رئيسيا في تقدم العمارة المصرية فهم يبنون ويشيدون من أجل خلود ملكهم في العالم الأخر تلك العمائر الدينية من معابد ومقابر وأهرامات وتماثيل والتي سوف تضمن لهم إن خلد الملك الإله فأنهم سوف يخلدون معه في العالم الأخر لرعيته مما جعلهم يبذلون أقصي جهدهم لكي تعيش تلك البناءات وتدوم حتى الخلود والبعث وكذلك أن إرضاء الملك الإله أرضاء للآلهة مما دفعهم للعمل بجد.
انظر:
- حسن محمد محي الدين السعدي..محمد علي سعد الله، موضوعات في ديانة مصر القديمة، الفصل الثاني: مفهوم المثل العليا، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2005.
12- جوستاف لوبون، حضارة بابل وأشور، ترجمة: محمود خيرت، ص107، المطبعة العصرية، القاهرة، 1947.
13- عبد الحميد زايد، المرجع السابق، ص5.
14- جوستاف لوبون، المرجع السابق، ص105-106.
15- محمد بيومي مهران، المرجع السابق، 75.
16- انظر: طه باقري، مقدمة في أدب العراق.
17- نيقولا جريمال، المرجع السابق، ص39.
18- أن بتري اكتشف في حفائره سنة 1922 في (أبيدوس) أن ملوك الأسرة الأولى دفنوا معهم رجال حاشيتهم أحياء حتى يظلوا علي مقربة من ملكهم الإله لمصاحبته وخدمته في العالم الأخر، غير أن عادة التضحية البشرية اختفت من مصر ولم تظهر بعد ذلك واستعيض عنها بتواجد تماثيل الخدم في المقابر مع استمرار تقديم القرابين اللازمة .
-حسن محمد محي الدين السعدي..محمد علي سعد الله، المرجع الثاني، ص112.
19-محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، المرجع السابق،ص427-428.
20- محمد بيومي مهران، المدن الكبرى في مصر والشرق الأدنى القديم، ص186-187، ج2، الشرق الأدنى القديم، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2006.
21- محمد بيومي مهران، المرجع الأول، ص49.
22-الأختام الاسطوانية: هي عبارات عن اسطوانة حجرية مغطاة برسوم تصور أشكال حيوانية و إنسانية و موضوعات متعددة، تعددت الهدف الأول من صنعها و هو التعبير عن الملكية الشخصية، حيث جرت العادة بالتوقيع علي الوثائق و الأختام، وكان يحفر ثقب في الاسطوانة علي طول محورها يمكن إدخال حبل فيه، فتحمل الاسطوانة معلقة في الرقبة، وقد انتشرت الأختام الاسطوانية عن طريق التبادل التجاري والهدايا إلي الجزء الشمالي من بلاد العراق ومنها إلى بلاد الشام ومصر أنظر:
-محمد علي سعد الله، العراق - سورية - أسيا الصغرى:دراسات تاريخية وحضارية، ص 40-41، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2003.
23- نيقولا جريمال، المرجع السابق، ص 39.
24-محمد بيومي مهران . محمد على سعد الله، المرجع السابق، ص427.
25- نخن كان الاسم المصري القديم للإقليم و الذي أطلق علي أقدم عاصمة له وقد ترجمه "كورت زيته بمعنى الحصن" وترجمه "هيرمان كيس بمعنى طفولة الرب" وكان لهم اسم أخر هو نخن الذي عثر علية "دارسي" في لوحة بمنطقة دندرة ترجع للعصور المتأخرة من تاريخ مصر وقد سميت في العصر الإغريقي باسم "هيراقونبوليس" بمعنى مدينة الصقر (مدينة المعبود حور) ويعرف موقعها الحالي باسم "الكوم الأحمر" بيد انه نظرا لان غيرها من المواقع تحمل ذات الاسم، فقد ذهب دكتور محمد بيومي مهران إلى تسميتها باسم البلد الذي تقع فيه و الذي يطلق عليه عادة اسم المنطقة كلها بما فيها الكوم الأحمر وهو "البصيلية"
أنظر:-
- حسن محمد محي الدين السعدي، حكام الأقاليم في مصر الفرعونية: دراسة في تاريخ الأقاليم حتى نهاية الدولة الوسطى، ص41-42، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية، 2005.
- نخن: عاصمة الجنوب قبل الوحدة بمصر واسم الإقليم في العصر اليوناني والروماني هو هيراكونبوليس و أليتياسبوليس أما حاليا الكوم الأحمر و آلهة الإقليم هم نخبت و حورس.
انظر: عبد الحليم نور الدين، اللغة المصرية القديمة: العصر الوسيط، ص 318-326، مطبعة فاروس، الطبعة السادسة، الإسكندرية 2006.
26- أخذت مصر من العراق القديم أشكال هذه الأختام والرسوم الموجدة عليها، منها ما هو علي هيئة حيوانات خرافية لها رقاب طويلة تنتهي برأس أسد مثل تلك التي نراها في صلاية نعرمر المشهورة وصلاية متحف أشموليان.
أنظر: عبد الحميد زايد، المرجع السابق، ص4.
27- محمد بيومي مهران..محمد علي سعد الله، المرجع السابق، ص282-283.
28- حسن محمد محي الدين السعدي، في تاريخ مصر الفرعوني، ج1 ، من البدايات الأولي وحتى طرد الهكسوس، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية 2005.
29- عبد الواحد عبد السلام إبراهيم، المدخل إلى دراسة الآثار المصرية القديمة، ص24-25، دار المعرفة الجامعية، الإسكندرية،2005م.
30- سيتون لويد، المرجع السابق، ص85-86.
31- عبد الحليم نور الدين، الخط اليموطيقي، الخليج العربي للطباعة و النسر، القاهرة،2007م.
32- انظر:
ا.ودال، الأصول السومرية للحضارة المصرية،ترجمة: زهير رمضان،الأردن-عمان الأهلية للنشر والتوزيع: المملكة الأردنية الهاشمية.
33- عبد الحميد زايد، المرجع السابق،ص2.
34- محمد بيومي مهران..محمد على سعد الله،المرجع السابق،ص428.
المراجع العربية:-
1- تاريخ الشرق الأدنى القديم وحضارته:منذ فجر التاريخ حتى مجيء الأسكندر الأكبر،الجزء الأول،رمضان عبده على،دار نهضة الشرق،القاهرة.يناير2002
2- في تاريخ مصر في العصر الفرعوني:من الدولة الحديثة وحتى نهاية الأسرات،حسن محمد محي الدين السعدي.محمد علي سعد الله،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2006.
3- الكشف عن موقع ميناء الأسرة الثانية عشرة الفرعونية في منطقة وادي جواسيس على ساحل البحر الأحمر:تقرير عن حفائر بعثة قسم التاريخ بكلية الاداب في الصحراء الشرقية خلال موسمي عام (1976-1977)،عبد المنعم عبد الحليم سيد،دار المؤيد للطباعة،الاسكندرية2006.
4- تاريخ العراق القديم،محمد بيومي مهران،دار المعرفة الجامعية،الاسكندرية1990
5- دراسات في عصور ما قبل التاريخ ، محمد بيومي مهران.محمد علي سعد الله ، دار المعرفة الجامعية ، الاسكندرية2005.
6- المعالم الرئيسية للعمارة والفنون في مصر القديمة،محمود الجزار.عصام السعيد، دار المؤيد للطباعة،الإسكندرية 2005.
7- انتشار التراث المصري الفرعوني في العالم ، عبد الحميد زايد.
8- موضوعات في ديانة مصر القديمة،حسن محمد محي الدين السعدي.محمد علي سعد الله، دار المعرفة الجامعية ، الإسكندرية 2005
9- مقدمة في أدب العراق ، طه باقري ، بغداد 2002
10- المدن الكبرى في مصر والشرق الأدنى القديم،الجزء الثاني،الشرق الأدنى القديم،محمد بيومي مهران، دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2006.
11- العراق - سورية - أسيا الصغرى:دراسات تاريخية وحضارية،محمد علي سعد الله،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2003
12- حكام الأقاليم في مصر الفرعونية:دراسة في تاريخ الأقاليم حتى نهاية الدولة الوسطى،حسن محمد محي الدين السعدي،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2005
13- اللغة المصرية القديمة: العصر الوسيط،عبد الحليم نور الدين،مطبعة فاروس ، الإسكندرية2006.
14- في تاريخ مصر الفرعوني،الجزء الأول(من البدايات الأولى وحتى طرد الهكسوس)، حسن محمد محي الدين السعدي،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2005
15- المدخل إلى دراسة الآثار المصرية القديمة،عبد الواحد عبد السلام إبراهيم،دار المعرفة الجامعية،الإسكندرية 2005م - 1425هجريا.
المراجع المترجمة:-
1- تاريخ مصر القديمة،نيقولا جريمال،ترجمة: ماهر جويجاتى،مراجعة:د/ زكية طبوزادة،دار الفكر للدراسات والنشر والتوزيع
2- أثار بلاد الرافدين:من العصر الحجري القديم حتى الغزو الفارسي،سيتون لويد، ترجمة:محمد طلب،مطبعة:الشام-فايز جوهر،دمشق 1992-1993
3- حضارة بابل وأشور،جوستاف لوبون،ترجمة:محمود خيرت،المطبعة العصرية،القاهرة 1947.
4- الأصول السومرية للحضارة المصرية،أ.ودال،ترجمة:زهير رمضان، الأهلية للنشر والتوزيع،المملكة الأردنية الهاشمية،الأردن - عمان.


السبت، 19 أكتوبر 2013

خوفو و الهرم الاكبر





محمود رزق
باحث فى الاثار المصرية


مقدمــة

لقد جذبت الأهرام المصرية نظر السائحين الرحالة منذ ق 16م و جعلتهم يبحثون فى مجال المصريات مرة أخرى حتى توصلوا إلى حل رموز اللغة المصرية القديمة و كشفوا الكثير من أسرارها. 
و يعود التفكير فى ذلك الأمر إلى إندهاش السياح بالأثار المصرية لاسيما الهرم الأكبر عجيبة العجائب ذو الإرتفاع الشاهق الذى يشعر من يقف أمامه بعظمة أجدادانا الفراعنة و عظمة هؤلاء الذين برعوا فى الهندسة و الحساب و الفلك و علم المساحة و توصلوا إلى كثير من أسرار الكون و لازالت لهم أسرار غامضة لا نقدر على اكتشافها و يعد الهرم الأكبر خير دليل على ذلك حيث يعود سبب بناءه إلى فكرة دينية فى ذهن المصرى القديم جعلته يجمع فيه ما توصل إليه من العلوم التى ذكرناها ليجعله آية تشهد على حضارته أبد الدهر و يعود سبب إختيارى لهذا الصرح الخالد الى ما أثير حوله من جدل و إدعاءات من اليهود مثل كونهم أنهم من شيدوه و أنه أسفل الهرم توجد مزامير داوود و غير ذلك من تخاريف نشرت فى المدونات و الكتب و عبر الصحافة و الأنترنت أرادوا بها تخريب الحضارة المصرية و نسب تاريخ أجدادنا العظماء اليهم0




الفصل الأول


الملك خوفو


هو ثاني ملوك الأسرة الرابعة من عصر بناة الأهرام، حكم مصر حوالي 2600ق.م و استمر
حكمه 23 سنة نسبة لما ورد في بردية تورين.
وهو ابن الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة وصاحب هرمي دهشور وأول ملك يرسل أسطولا
بحريا إلى فينيقيا (ساحل لبنان) لإحضار خشب الأرز لاستعماله في صناعة المراكب والأثاث
والتوابيت الخشبية ومازالت بقايا تلك الأخشاب متواجدة حتى الآن داخل هرم سنفرو.(1)


الملك سنفرو 

أما عن أم الملك خوفو فهي الملكة حتب حرس زوجة سنفرو وابنة الملك حوني أخر ملوك الأسرة
الثالثة يعتقد أنها دفنت علي مقربة من هرمي سنفرو في دهشور، ولكن يظهر أن اللصوص
استطاعوا الوصول إلى قبرها في أيام حكم ابنها ، مما دعي الملك خوفو يقوم بنقل جثمانها
ومحتويات مقبرتها من دهشور إلى الجيزة لإعادة دفنها مرة أخري في بئر
عمقه 30م تحت سطح الأرض خوفا من أن تنال أيدي اللصوص باقي محتويات المقبرة
وقد عثر علي قبرها في الناحية الشرقية لهرم خوفو وعثر علي الأثاث الجنائزي ومحتويات
المقبرة فيما عدا مومياء الملكة وحليها ، وهى في غاية الروعة آذ أنها تحتوى علي تابوت
من المرمر وحلي واوان من الذهب ، وسرير ، وإبريق جميل من الذهب الخالص ،
ومجموعة سكاكين من الذهب الخالص أيضا وكذلك صندوق صغير من المرمر استعمل
لحفظ أدوات الزينة ،وهى أوان من العطور وبكرات من البخور ومادة الكحل ، علي انه
من أروع ما عثر عليه صندوق من الخشب مطعم بالذهب ، عليه كتابة بالخط الهيروغليفي
تقول :
الابنة الملكية – الزوجة الملكية – الأم الملكية التي أذا طلبت شيئا نفذ لها حالا. 

وتزوج خوفو أكثر من واحدة وكان له أبناء كثيرون .(2) ، تزوج من أخته مريت ايتس 
فكانت زوجته الرئيسية وقد وجد اسمها منقوشا على حجر في مزار قبر الأمير كا وعب
ويعتقد أنها دفنت في الهرم الصغير الواقع أقصي الشمال من الثلاثة أهرام الموجودة 
إلي الشرق من هرم خوفو. ولكن لم يعثر علي أي اسم لها هناك ، كما أنها كرمت في عهد
خع أف رع رغم ما يرجح من أنها ليست أمه.(3)
وقد أنجب خوفو الكثير من الأبناء أكبرهم كا وعب الذي يبدو انه مات في عهد أبيه ،
ومن أبناء خوفو أيضا حور ددف ، و رع ددف ، و خع أف رع.(4)

مع بداية الأسرة الرابعة أصبحت الأسماء الملكية توضع في خراطيش ، فعندما ارتقى خوفو
العرش كان اسم التتويج هو خنمو خو أف وي 
ويبدو هذا الاسم من حيث الشكل وكأنه وحدة واحدة لكنه في الواقع يتكون من الفعل خوي
الذي يعنى يحمى والضمير المتصل(5) f والضمير المتعلق(6) wi بدون حرف i وذلك
يكون معنى الاسم هو يحميني وهنا تشير للإله خنوم الذي لم يرد صراحة في الخرطوش
إذن فالصورة الكاملة لاسم هذا الملك تعنى الإله خنوم يحميني.(7)


و أطلق علي نفسه لقبا صعبا بعد اعتلاءه العرش لقبا صعبت قراءته قراءة سليمة حتى الآن
ويحتمل قراءته حور مجرو والذي قد يعنى حور سديد المرمي أو حور الحصين وانتسب
بنفس الكلمة مجرو أو جرو إلى الربتين نخبت آلهة الصعيد و وادجيت آلهة الدلتا بمعنى
المهتدي بهما أو ما يشبه ذلك من صفات طيبة. ولقبه رجال بلاطه بلقب أخر يحتمل قراءته 
((حور نب رخو)) أي الملك الحوري رب المعرفة ، أو (حورى نب رخو) بمعني رب 
العلماء المنتسب إلي الصقرين حور وست ، أو (حوري نب رخيتيو) بمعنى رب الشعب
المنتسب إلي الصقرين ، وأيا ما صح من هذه القراءات فإنها تدل من غير شك على
رغبة أصحابها من وصف ملكهم بصفة طيبة يحبونها فيه.(8) كما اسماه الإغريق كيوبس 
و سوفيس.(9)

وقد عثر علي اسمه منقوشا علي محاجر في الصحراء الغربية شمال شرق أبو سنبل وشمال
غرب توشكا علي مقربة من طريق القوافل الذي يربط أسوان بدرب الأربعين حيث قطعوا
من المحاجر حجر الديوريت. وظهر اسمه على أثار معبد في جبيل يعتقد انه من شيده وظهر 
مع اسمه بعض فراعنة الدولة القديمة ممن جاءوا قبله أو بعده علي العرش.
وحصل على الخرطوش الذي يحمل اسمه خنوم خو أف وي في محاجر متعددة ومقابر 
أقربائه ونبلاءه وكذلك في عدد من كتابات العصر المتأخر.
كما عثر علي اسمه مكتوبا علي بقايا عدة أوان في معبد حور في نخن كما عثر ماريت علي
تمثال صغير يصوره جالسا في معبد خنتى أمنتيو في أبيدوس وهو محفوظ حاليا في متحف
القاهرة ولا يتعدى طوله بضعة سنتيمترات ومثله جالسا على كرسي العرش متوجا
بالتاج الأحمر، هذا وقد ذهب بعض المؤرخين إلى أن خوفو ليس منفي الأصل وإنما من بني
حسن في المنيا مقر عبادة الإله خنوم، و من ثم فقد سمى المصريون هذه الناحية منعت خوفو
أي مرضعة خوفو أو مربية خوفو ،وهناك عدة افتراضات منها أن منعت خوفو قد تكون مسقط
رأسه أو أن مرضعة خوفو من بني حسن.(10)

تمثال الملك خوفو 

عندما جاء الكتاب الكلاسيكيين إلي مصر من اليونان نقلوا لنا العديد من الروايات عن عهد
خوفو دائما ما تصفه بأنه كان ظالما عتيا استعبد الأمة ومنها ما نقله عنه هيرودوت أبو التاريخ
إذ يقول في كتابه عن مصر: (قال الكهنة ،ظلت مصر تحكم حكما صالحا حتى عصر 
رامبسينيتوس (رع مس سو) وازدهرت في أيامه ازدهارا عظيما ولكن ارتقى العرش بعده خوفو 
الذي انغمس في كل صنوف الشرور،فأغلق المعابد وحرم علي المصريين تقديم القرابين للإلهة ، 
وأجبرهم بدلا من هذا علي أن يعملوا جميعا في خدمته).
كما ذكر أيضا (انه حكم خمسون عام ثم خلفه علي العرش أخيه خع أف رع) ،وذكر أن المصريين
لم يذكروه بخير هو وأخيه خع أف رع بينما أحبوا من كاو رع لأنه استنكر مسلكهما.(11)

وللنظر إلى كتابات هؤلاء ومن بينهم هيرودوت بموضوعية سنجد أنهم متعصبين لحضارة بلادهم
ومحاولة إظهارها أفضل من الحضارات الأخرى، كما أنهم ليسوا على معرفة باللغة المصرية
القديمة لأنهم جاءوا إلي مصر بعد انتهاء العصور الفرعونية بفترة كبيرة، كما أن كثير مما نقل
روايات وأساطير نقلت عن عامة الشعب، ولو كان هيرودوت كما يذكر قد نقل ذلك عن كهنة
منف لعلم أن عهد خوفو قبل عهد الملك رع مس سو الثاني (12) وان خوفو حكم 23 سنة لا أكثر
وان خع أف رع ابن خوفو ووالد من كاو رع وليس كما ذكر.

ويفسر بعض المؤرخين إن ما ذكره هيرودوت ما هو إلا تفسير خاطئ لبعض الروايات المصرية
القديمة التي تحدثت عن الأوضاع التي خضعت لها مقاصير القربان في المصاطب في عهد خوفو
وولده خع أف رع فقد حرم خوفو علي أصحاب هذه المقاصير أن يضعوا لأنفسهم فيها تماثيل
مكشوفة أو يقيموا فيها أبوابا وهمية يكتبون عليها نصوصهم ويقدموا أمامها قرابينهم وأضاحيهم
على نحو ما اعتادوا عليه في عهد أبيه سنفرو .

وربما أقدم خوفو علي هذه الخطوة لرغبته في أن يجعل أقامة التماثيل والأبواب الوهمية في 
المقابر حقا لأسرته وحدها وبعض المقربين إليه، أو ربما لرغبته في أن يجعل تقديم القرابين 
والأضاحي أمام التماثيل حقا لتماثيل الأرباب و الفراعنة دون سواهم.
ومما قد يشير إلي محافظة خوفو علي معابد الأرباب، العثور علي بقايا عدة أوان له في 
معبد حور في نخن، وتمثال له في معبد خنتى أمنتيو في أبيدوس وان احد أحفاده تسمى
خوفو مري نثرو أي خوفو محبوب الآلهة وفي هذا ما يشير إلى أن أهل عصره يعتبرونه
محبوبا من أربابهم وليس مكروها منهم.(13)
وإذا كان لادعاءات أولئك الكتاب أي نصيب من الحقيقة لاستحال الاستمرار في حفظ الطقوس
الدينية الخاصة بالملك خوفو قرونا كثيرة، فلدينا من العصر البطلمي، أي أكثر من ألفي سنة بعد
موته، أثار تشير إلي استمرار كهنة خوفو حتى ذلك العهد.

في العصور التالية كان اسم خوفو تميمة قوية لمن يحملها، ونري هذا الاسم مذكور علي جعارين
كثيرة كان يحملها المصريون القدماء كتمائم تحميهم، وقد ارتبط اسمه بكثير من الأساطير، وأشهر
تلك الأساطير ما تقصه علينا بردية وستكار، عن الأعاجيب التي استطاع بعض السحرة القدماء
عملها، و كذلك بعض الحكماء الذين كان في استطاعتهم الأنباء بما سيحدث في المستقبل كما
رواها أبناء الملك خوفو لأبيهم، وأولي القصص حدثت في عهد زوسر والثانية يقصها الأمير
خع أف رع عن أشياء حدثت في عهد الملك نب كا والثالثة يقصها الأمير باوو أف رع عن أشياء
حدثت في عهد الملك سنفرو إما القصة الرابعة والأخيرة رواها حور ددف حدثت وقائعها
في عهد خوفو نفسه وقد تنبأ فيها الساحر بانتهاء أسرة خوفو.(14)

وفيما يتعلق بسياسته الخارجية فهناك ما يشير إلي ازدهار التجارة بين مصر وفينيقيا على أيام
خوفو ويلاحظ انه شيد في جبيل بلبنان معبد مصري، أضاف إليه من جاء بعده كما نشهد ذلك
في أحجار هذا المعبد، التي تحمل اسم خوفو بل وأسماء من سبقوه علي العرش . وممن لحقوا
به من فراعين الدولة القديمة ولا يوجد ما يشير إلى الصورة الأولى التي نشا عليها هذا المعبد
فقد يكون معبد أموري الأصل، أراد الملوك المصريين أن يجاملوا أصحابه وأهدوهم هدايا
قيمة تحمل أسماءهم ولم يمنعهم دينهم المصري من أن يتسامحوا مع معبودات جيرانهم
ويعملوا علي إثراء معابدها وقد يكون معبد مصري الأصل شيدته جالية مصرية تجارية أقامت
في جبيل، وعكفت علي عبادة أربابها المصريين وسجلت أسماء ملوكها علي مقتنياته.
أو معبدا مصريا أقامه أمراء جبيل أنفسهم مجاملة للمصريين وتقبلوا فيه بعض العقائد المصرية
كما تقبلوا له هدايا الفراعنة المصريين.(15)
ومن ناحية الجنوب فيلاحظ إن خوفو قد استعمل محاجر الديوريت التي تقع إلي الشمال الغربي
من توشكي ،أما من ناحية الغرب فلا تشير الأدلة النصية والأثرية إلي قيامه بحملات عسكرية 
في هذه الناحية.(16)




الفصل الثاني

الهرم الأكبر

عندما بدأ كتاب اليونان يتحدثون عن عجائب الدنيا السبع منذ القرن 2 ق.م ظل الهرم أعجوبة
العجائب حتى وان حدث تغير علي ممر العصور وهاهي ذي حسب أهميتها كما ذكرها المؤرخ
البيزنطي فيلو: 
1-أهرام مصر. 2-حدائق سميراميس في بابل.
3- تمثال الإله زيوس في أوليمبيا. 4-معبد الإلهة أرتيمس في أفسوس.
5-ضريح هاليكارناس. 6-تمثال رودس.
7-منارة الإسكندرية.(17)

استفاد خوفو من خبرات رجال أبيه وجهود عهده حيث خطت البلاد في عهد خوفو خطوات أكثر
مما وصلت إليه أيام سنفرو أسند الملك خوفو بناء الهرم الأكبر إلي ابن عمه ومدير أشغاله 
حم إيونو.(18)
المهندس حم ايونو
مشيد الهرم الأكبر

سمى الهرم الأكبر خع خواف وي أي إشراق خوفو (19) وكان ارتفاع الهرم 146م
كما يدل عليه القائم الحديدي اعلي الهرم ولم يستطيع الزمان أن يزيل منها سوي 9م من أعلي
ليصل إلي 137م في الوقت الحالي وتبلغ طول ضلع قاعدة الهرم المربعة في الأصل 230م
أما الآن فان طول ضلع القاعدة 227م نظرا لنزع أحجار الكساء الخارجي الذي كان يغطى الهرم
من الخارج وكان من الحجر الجيري الجيد من محاجر طره حيث تزيد مساحته عن 13 فدان
(54ألف متر مربع). (20)

استخدم في بناء الهرم حوالي 2.300.000حجر ومتوسط وزن الحجر الواحد 2.5طن وقد قيل
إنه إذا صنع من الأحجار مكعبات كان طول كل ضلع منها قدم ثم وضعت جنبا إلي جنب فإن
طولها يغطي ثلثي محيط الكرة الأرضية، ويقل ارتفاع الأحجار كلما ارتفعت في البناء، فارتفاع
أحجار المدماك الأول 1.5م وارتفاع أحجار المدماك الثاني 1.25م ويتراوح ارتفاع معظم
الأحجار بعد ذلك بين 90سم و75 سم وارتفاعها قرب القمة 55سم (21) 

ويقع مدخل الهرم في منتصف الجهة الشمالية منه وهو في المدماك الثالث عشر من الهرم ويرتفع
نحو 20م عن سطح الأرض والمدخل غير مستخدم في الوقت الحالي أما المدخل المستخدم الآن 
فهو فتحة الخليفة المأمون الذي يوجد في المدماك السادس وعبر الممرات الموجودة داخل الهرم
نفسه يوجد ثلاث غرف كبيرة للدفن، حجرة أسفله نحتت في باطن الصخر وهجرت قبل أن ينتهي
العمل فيها، وأخري في باطنه وتسمى خطا باسم غرفة الملكة وهجرت هي الأخرى بعد أن
أوشك العمل بها علي الانتهاء والغرفة الثالثة تقع في نصف الهرم العلوي وقد دفن فيها الملك.
ويبدو أن الهرم شيد علي ثلاث مراحل: في الأول شيد ليكون هرم متوسط الحجم ثم زاد المهندس
المعماري في الحجم مرتين.
وغرفة الدفن الثالثة قد شيدت من أحجار الجرانيت الضخمة وسقفها عبارة عن ألواح من الجرانيت
أيضا ويصل بين غرفة الدفن الثانية والثالثة في قلب الهرم دهليز صاعد يعتبر من الناحية 
المعمارية أية من آيات فن العمارة.(22)
يري المؤرخ هيرودوت (ق5 ق.م) أن المصريين استخدموا آلات من الخشب في رفع الكتل
الحجرية فوق درجات الهرم وأنهم بدءوا البناء في الأجزاء العليا من الهرم ثم انتهوا من البناء
في الأجزاء السفلي.
أما ديودور الصقلي (ق1 ق.م)يقول أن المصريين استخدموا تلالا من الرمل أو من الملح لرفع
الأحجار إلي المستويات العالية من الهرم ثم تخلصوا من تلال الملح بعد انتهاء العمل بتحويل
مياه الفيضان عليها لأذابتها. 
ويتفق معه المؤرخ الروماني بليني (ق1م) في الرأي باستخدام المصريين للملح لكنه أضاف أنهم
بنوا قناطر من اللبن لهذا الغرض.

ويري فلندرز بتري أن المصريون استخدموا المنحدرات في رفع الأحجار وكانوا يرصون
الحجارة مبتدئين من مركز الهرم ومتجهين نحو جوانبه (أي من الداخل إلي الخارج) وإنهم 
بنوا الكسوة من الداخل أيضا.
واتفق ركس انجلباك و سومرز كلارك مع بتري مؤيدين فكرة المنحدر لكنهم أضافوا تعديل إلي 
رأيه أن المصريون كانوا يقيمون ثلاث جسور لمشي العمال حول الهرم وكانوا يبنون أحجار
الكسوة من الخارج وليس من الداخل.
وأيضا اتفق إدواردز مع بتري في فكرة المنحدرات لكنه أضاف نقطتين هما:
- أن المصريون كانوا يبنون منحدرا واحدا للوصول إلي اعلي نقطة في الهرم ولكنهم كانوا يبنون
حول جوانبه الثلاث الأخرى ثلاث مماش للعمال وقد اتفق في ذلك مع انجلباك و كلارك.
- أن بناء أحجار الكسوة (فيما عدا كسوة المدماك السفلى ) كان يتم من خارج الهرم وليس من
الداخل كما قال بتري.
أما سليم حسن فقد أشار إلي استخدام المصريين للمنحدرات ومعرفتهم استخدام البكر نظرا
لعثوره علي بكرتين أثناء حفائره في الجيزة لكن ثبت فيما بعد أن تلك البكرات تعود للعصر
الروماني.(23) 

رسم معمارى يوضح بناء الهرم من الداخل 

وحول الاتجاه إلي الغرض من الشكل الهرمي فان بعض العلماء يرون أنها تطور طبيعي حيث
قدا بدا المصري القديم باستخدام غرفة للدفن بدلا من الحفرة ثم انتقل للمصطبة ثم الهرم المدرج
فالهرم المنحنى أو المنكسر الأضلاع وأخيرا الهرم الكامل في حين يرى فريقا أخر من العلماء أن
الشكل الهرمي له صلة بعقيدة الشمس والتي بدأت في إيونو(هليوبلس- عين شمس) ورمز لها
بعمود علي شكل هرمي ويري أيضا هؤلاء الباحثين أن الملك عندما يدفن في هذا الشكل الهرمي
فانه يدفن تحت رمز الشمس.(24) 
يتجه العديد من الباحثين إلي القول بان المصريين قد استخدموا معرفتهم بعلم الفلك في بناء
الهرم الأكبر حيث شيد الهرم عند خط عرض 30شمالا وذلك عند حافة المستوي الصخري
وليست بأعلى نقطة فيه، كما أن قاعدة الهرم مربعة حيث تواجه جوانب الهرم الأربع
المائلة بزاوية 51 ،52 الجهات الأربعة الأصلية تماما كما أن الممرات المائلة (الدهليز الهابط)
تنطبق علي المستوى الزوالي وربما كان ذلك ليجعلوا مدخل الهرم الذي كان في الناحية
الشمالية متجها نحو النجم القطبي (نجم الشمال).(25)

يذكر هيرودوت أن الأحجار كانت تنقل من محاجر سلسلة التلال الغربية عبر النيل حتى تصل
سلسلة التلال الليبية وكان يشتغل في هذا العمل 100 ألف رجل يستبدلهم الملك كل 3شهور 
واستمر تسخير الشعب 10 سنوات في عمل طريق مرتفع (الطريق الشمالي) لنقل الأحجار
ويرى أن هذا العمل لا يقل مشقة عن بناء الطريق نفسه، ويذكر أن بناء الهرم استغرق 20 سنة 
وانه بني من اعلي لأسفل وقد سجل علي جدرانه كميات الفجل والبصل والثوم التي أكلها العمال
الذين شيدوه وقد شرد إلي أن خوفو عندما انفق ما في خزائنه أرسل ابنته إلي مواخير البغاء لكي
تحصل له علي المال الكافي لإكمال بناء الهرم.(26)


تصميم لطريقة بناء الهرم من الخارج

ظهرت العديد من الخرافات والأقاويل حول الهرم الأكبر منها إن شعب هبط من السماء من
الفضاء وشيدوا الهرم الأكبر وكذلك أكذوبة اليهود بأنهم أصحاب الهرم الأكبر متناسين أن الهرم
شيد عام 2600ق.م بالدولة القديمة وان بني إسرائيل الذين دخلوا مصر في أيام يوسف في أواخر
عهد الدولة الوسطي واستقروا في الدلتا عام 1200ق.م أي أن هناك فارق زمني كبير بين
وجودهم وبين بناء الهرم يصل إلى 1400عام، ولم يكتفوا بذلك بل تحدثوا عن قدرة إشعاعية
فائقة داخل الهرم تؤثر على الإنسان فان دخل رجل أو امرأة سنهم 50عام الهرم ظل ساعة
أو ساعتين فانه عمره يصل 25عام أي يعود لهم الشباب والنضوج.
كما يدعون أن مزامير داود مدفونة تحت الهرم الأكبر رغم أن داود عاش في أواخر أيام
الأسرة الحادية والعشريين وهناك نصوص تدل علي وجود علاقات بين سليمان عليه السلام
وملوك الأسرة الثانية والعشرين.(27)



الخاتمة
فى النهاية شعرت أن مجد الفراعنة كان وراءه عقل بشرى منظم و مبتكر حتى يكون له القدرة على تشييد بناء بهذا الضخامة و بتلك الأمكانيات المعمارية و الفنية و يظهر ذلك من خلال ما توصل إليه من علم و معرفة 

و أهم ما توصلت إليه : 
• مدى سيطرة الملكية الألهية و فكرة البعث و الخلود على الانسان المصرى القديم و التى تظهر واضحة فى بناء الهرم الأكبر بل و منشآت الحضارة المصرية بأسرها دون سخرية من الملوك .
• أن الهرم الأكبر بكل ما شهدنا فيه و سمعنا عنه شهادة على حضارة كاملة فما أثاره من جدل و مابه من عجائب كان سبب فى أن يحب الغرباء حضارتنا المصرية و يعبروا آلاف الأميال من أجل رؤية ما توصل إليه من عظمة و مجد.
• ان المجد لا يتحقق إلا بالعمل الجاد و اقرار النظام و التعاون بين أفراد المجتمع و انتشار السلوكيات و الأخلاق و قد عبر الأدب المصرى القديم عن ذلك و بين لنا كيف كانت تلك الأمور سبب فى قيام دولة عظيمة امتدت لألاف السنين و ظل مجدها و حضارتها خالدة إلى يومنا الحاضر .


هوامش البحث

1 ـ على حسن ، خوفو و هرمه الأكبر ، ص 5: 9 ، دار المعارف ، القاهرة -2000م 
2 ـ سمير أديب ، الجيزة10ـ11 ، مكتبة عين شمس ، القاهرة ،1997م 
3 ـ أحمد أمين سليم .. سوزان عبد اللطيف ـ مصر منذ عصر التأسيس و حتى بداية الدولة الحديثة ، ص 182 ، دار المعرفة الجامعية ـ الاسكندرية - 2000 م 
4 ـ أحمد أمين سليم ، مصر و سورية، ص125 ، الأسكنرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1999 
5 ـ الضمير المتصل : هو ضمير الشخص الأول ويحل محل الفاعل و المتبدأ المسبوق بأداه غير مسندة و الأضافة و الملكية و بعد حروف الجر و الظروف 
6 ـ الضمير المتعلق : هو ضمير يعبر عنه ضمير الشخص الثانى و يحل محله المفعول و المبتدأ المؤخر و المبتدأ فى الجملة غير المسندة
7 ـ عبد الحليم نور الدين ، اللغة المصرية القديمة ، ص 255 ، مطبعة فارووس ، الأسكندرية ، الطبعة السادسة ، 2006 
8 ـ عبد العزيز صالح ، حضارة مصر القديمة و أثارها ، ص 304 ، جـ 1، فى الأتجاهات الحضارية العامةحتى أواخر الألف 3 قبل الميلاد، القاهرة ، 1980 
9 ـ على حسن ، المرجع السابق ، ص4 
10 ـ أحمد أمين سليم ، سوزان عبد اللطيف ، المرجع السابق ، ص 183
11 ـ أ0 ج أيفانز ، هيرودوت ، ص103 : 105 ، ترجمة أمين سلامة ، الدار القومية للطباعة و النشر ، الأسكندرية
12 ـ محمد بيومى مهران 00 محمد على سعد الله ، عصور ما قبل التاريخ ، دار المعرفة الجامعية ، الأسكندرية – 2005 ، أنظر كتابات المؤرخين اليونان و الرومان من ص 73 : 90 
13 ـ أحمد أمين سليم ، سوزان عبد اللطيف ، المرجع السابق ، ص 187 
14 ـ سمير أديب ، المرجع السابق ، ص 11 : 13 
15 ـ عبد العزيز صالح ، المرجع السابق ، ص 106 
16 ـ أحمد أمين سليم ، المرجع السابق، ص 125 
17 ـ أحمد فخرى ، الأهرامات المصرية ، ص 145
18 ـ حسن السعدى ، فى تاريخ مصر فى العصر الفرعونى ، ص 154، جـ1 ـ منذ عصر التأسيس و حتى بداية الدولة الحديثة ، دار المعرفة الجامعية ، الأسكندرية ، 2005 
19 ـ عبد الحليم نور الدين ، المرجع السلبق ، 255 / عبد الواحد عبد السلام ، المدخل إلى علم الأثار المصرية ، ص 128 ، الأسكندرية ، 2005 
20 ـ سيريل ألدير و آخرون ، معجم الحضارة المصرية القديمة ، ص 67 ، دار المعارف ، القاهرة ،2000  
21 ـ محمد أنور شكرى ، العمارة فى مصر القديمة ، ص 197 
22 ـ عبد الواحد عبد السلام ، المرجع السابق ، 129 
23 ـ عبد المنعم عبد الحليم و آخرون ، أوراق مصرية ، طرق بناء الأهرام ص 233 : 235 ، دار المعرفة الجامعية ، الأسكندرية ، 2006 
24 ـ عبد الواحد عبد السلام ، المرجع السابق ، ص 129 
25 ـ أحمد أمين سليم ، سوزان عبد اللطيف ، حضارة مصر القديمة ، ص 363 
مارجريت مارى ، مصر و مجدها الغابر ، ص 358 ، القاهرة 1881 
سيريل ألدريد و آخرون ، المرجع السابق ، ص 67 
26_ علي حسن ، المرجع السابق ، ص 12 .
27_ ا.ج ايفانز ، المرجع السابق ، ص106 .